اكتشف الدكتور محمود مقدار، باحث مغربي متخصص في أمراض الدم والمناعة بجامعة هارفارد، ثلاثة أنظمة جديدة لفصائل الدم.
ويعد هذا الاكتشاف حجر الزاوية في جعل عمليات نقل الدم أكثر أمانًا للجميع وسيساعد في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم.
وتعد هذه الاكتشافات الهامة لهذا الباحث الشاب نقلة نوعية في مجال الطب، ستؤثر بشكل كبير على حياة الكثير من الناس حول العالم، حيث ستساهم في جعل عمليات نقل الدم أكثر أمانًا للجميع، وبالتالي تساهم في إنقاذ الملايين من الأرواح سنويًا.
وكان الدكتور المغربي قد بدأ رحلته الأكاديمية بالجامعات المغربية، قبل أن ينتقل لمتابعة التعليم العالي في إسبانيا ثم فرنسا قبل أن ينضم أخيرًا إلى جامعة هارفارد كباحث ما بعد الدكتوراه، حيث يتخصص في مجالات علم الدم والمناعة و الأمراض المعدية.
وقد تمكن الدكتور مقدار وفريقه من حل لغز متعلق بنقل الدم استمر لأكثر من أربعين عاماً، وذلك بكشفهم عن مجموعة جديدة من فصائل الدم أطلقوا عليها اسم “PEL" وقد تم نشر هذا الاكتشاف في المجلة العلمية المرموقة "بلود BLOOD ".
وكانت العينة الأولى التي اشتغل عليها مقدار وفريقه لامرأة حامل من منطقة الريف في المغرب، حيث تم اكتشاف أن تحورًا معينًا في جين SLC44A2 يتسبب في تغيير في مجموعة الدم، مما أدى إلى تأسيس أول فصيلة دم في نظام مجموعة دم جديدة تمامًا.
وهكذا تم الكشف عن نظام الدم CTL2، وتم الاعتراف به من قبل الجمعية الدولية لنقل الدم. وأطلق على الفصيلة الأولى من هذا النظام اسم RIF، وذلك تيمنًا بمنطقة الريف في المغرب التي جاءت منها العينة الأولى.
كما تماكتشاف فصيلة دم أخرى في نظام CTL2 في مريض تم قبوله بسبب نزيف داخل الأنسجة في فيرونا إيطاليا، وتم تسميتها VER تيمنًا بمنطقة اكتشاف الحالة الأولى أيضًا.
أما مجموعة الدم الثالثة، التي ساهم في اكتشافها محمود مقدار فهي "Emm" و تم نشرها في مجلة BLOOD سنة 2021، بناءً على ندرتها، تحمل هذه الفصائل من الدم عددًا قليلاً جدًا من الأفراد.
يذكر أنه لضمان عملية نقل الدم بأمان، من الضروري تحديد فصائل الدم النادرة مثل هذه لتجنب التفاعلات بين دم المتبرع ودم المتلقي، حيث سجلت حالات عدم توافق الدم بين النساء الحوامل وأجنتهن أثناء الحمل، مما أدى إلى وفاة الرضيع.