فجأة اكتشف أحدهم أن شركة Dari Couspate توزع كسكسها المغربي، ذي علامة داري، في إسرائيل أيضا، فقام بنشر الخبر، لتصبح الشركة ومنتجها مغضوبا عليهما، في ظل المعاناة غير المسبوقة التي يعيشها سكان قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي.
وجاءت المعلومة المتداولة من خلال وصلة إعلانية لهذا المنتج، والتي تظهر أنه يتم توزيعه في إسرائيل أيضا، ولدى المستهلكين المحليين هناك.
هكذا، هبت العاصفة وأعلن عدد من المستهلكين على مواقع التواصل قرارهم بمقاطعة المنتج، متلاعبين بألفاظ الإشهار الشهير الذي كان يقول "كسكس داري.. ما يخطى داري" لتصبح "كسكس داري.. ما يدخل داري".
الشركة توضح
إثر انتشار الحملة بشكل كبير، بدا أن مبيعات الشركة قد تأثرت، أو على الأقل في طريقها للتأثر بالمقاطعة، لتخرج الأخيرة ببيان توضيحي بدا للبعض منطقيا، بينما رآه الآخرين عذراً أقبحَ من ذنب.
واضطرت الشركة المغربية للخروج عن صمتها، ونشرت بيانًا قالت فيه إنها شركة مغربية قحّة، أسسها شخص يدعى محمد خليل من فكيك، موردة أنها "لم تبرم أو توقع أبدا أي اتفاقية شراكة، لا مع إسرائيل ولا مع أي شركة إسرائيلية لا في 2024، ولا في 2023 ولا حتى قبل ذلك."
وعزت الشركة تواجد منتجها في إسرائيل إلى طلبات المستهلكين "المشتبثين بالهوية المغربية وتقاليدها"، مضيفة أن المنتج يوزع أيضا في فلسطين.
وأضافت أيضا أنها لا تعتزم تصدير أي من منتوجاتها نحو السوق الإسرائيلي "وفاء لالتزاماتها فيما يتعلق بالقيم الأساسية والمسؤولية الاجتماعية وفي مواجهة المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني".
شركة عائلية مغربية
على موقعها الرسمي، لا تشير الشركة إلى أنها توزع في إسرائيل ولا في فلسطين على مستوى الشرق الأوسط، إنما فقط في دول الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، البحرين، الكويت.
تعرف داري كوسباط نفسها بأنها شركة عائلية مغربية تأسست سنة 1995، وأن منتجاتها توزع حاليا في أكثر من 50 بلداً عبر القارات الخمس.
وتشير الشركة في تعريفها إلى أنها من أوائل الشركات العائلية التي دخلت بورصة الدار البيضاء سنة 2005.
وفي سنة 2022، افتتحت داري وحدة لها في دولة بلجيكا لتعزيز انتشار منتجاتها Dari Food على الصعيد الدولي.
حققت الشركة رقم معاملات بلغ 70 مليون دولار سنة 2021، بينما ينمو هذا الرقم بشكل سنوي بمعدل 12% منذ 2005.
كسكس.. إسرائيلي !
ما لا يعلمه الكثير من المغاربة أن هناك طبقا اسمه "الكسكس الإسرائيلي"، لكنه في الحقيقة ليس كسكساً بالمعنى المتعارف عليه لدى المغاربة، إنما عبارة عن مكرونة محمصة في كرات صغيرة، طورت في إسرائيل في خمسينيات القرن العشرين عندما كان الأرز نادرًا بسبب التقشف هناك، واسمه الأصلي هو "البتيتم".
ويروى أن الأكلة ظهرت عندما سأل طلب ديفيد بن غوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، من يوجين بروبر، وهو أحد مؤسسي شركة أوسم للأغذية، ابتكار بديل للأرز يعتمد على القمح.
وأنتج البتيتيم في البداية على شكل أرز، ولكن بعد نجاحه بدأت أوسم في إنتاج مجموعة متنوعة على شكل كريات مستوحاة من الكسكس أو كرات أكبر تشبه المفتول الشامي.
وما زال هناك من يطلق على الأكلة حاليا اسم "أرز بن غوريون".