ما فعله المدرب المغربي الحسين عموتة محير فعلا ويطرح الكثير من التساؤلات التي لا يملك الإجابة عنها إلا عموتة نفسه.
لقد غادر الرجل الأردن لأسباب قال إنها أسرية وأنها تمنعه من مواصلة العمل في خارجَ المغرب، كما أعرب عن حبه للأردن وللشعب الأردني، ولولا أنه كان مضطراً ما غادر، حسب قوله.
لكن المفاجأة جاءت من أبوظبي، ومن فَخرها بالضبط، فريق الجزيرة الإماراتي، حيث أعلن أمس، رسميا، عن التعاقد مع عموتة.
جاء هذا التعاقد بعد أنباء شبه مؤكدة من مصادر إعلامية موثوقة ومطلعة، أن اتفاقاً قد حسم بين عموتة وفريق الجيش الملكي.
حكاية مربكة فعلا، ولا أحد يعلم أسبابها وتفاصيلها.
لقد غادر عموتة الأردن وهو في قمة توهجه، وعلى أبواب تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في التأهل، لأول مرة، رفقة النشامى، إلى كأس العالم.
حظيَ الرجل بالتكريم أيضا من طرف أعلى سلطة بالبلاد، الممثلة في ملك الأردن عبد الثاني، الذي قال له بالحرف "نريدك أن تساعدنا في بلوغ نهائيات كأس العالم 2026".
لكن، كل هذا لم يكن سببا كافيا أمام الأسباب المجهولة التي لم يدلِ بها عموتة، وإن كان أشار إلى أنها أسباب أسرية "خاصة جدا".
كما ربط عموتة هذه الأسباب بضرورة تواجده بالمغرب، قبل أن تحدث المفاجأة التي بدت في الأول كإشاعة، قبل أن تتحول إلى حقيقة، وصفقة براتب مضاعف 7 مرات عن راتبه بالأردن.
يصعب أن يجزم المتابع بأن عموتة اختار وجهته الجديدة فقط من أجل المال، وإن كان سبباً معقولا ومنطقيا، ولا ملامة فيه، لأنه أكد بلسانه أكثر من مرة أسبابا أخرى، ولأن حبه لمنتخب الأردن وإخلاصه في تدريبه كان واضحا.
انتقل عموتة، إذن، إلى نادي الجزيرة الإماراتي، مقابل راتب في حدود 350 مليون سنتيم شهريا، ولم يعد هناك أثر على ما يبدو للأسباب الأسرية التي تحتجزه بالمغرب.
بالمقابل، انتقل زميله جمال سلامي ليدرب منتخب النشامى، في حكاية تبقى غريبة فعلا، وغير مفهومة، ما لم يخرج عموتة، يوما ما ليوضح حقيقة ما حدث بالضبط، ولماذا حدث.
وإلى ذلك، فليرافق التوفيق الرجلين: عموتة والسلامي، في مهامها الجديدة.