عاد الفنان المغربي محمد الخلفي إلى الواجهة مؤخرا، بعد أن تم تكريمه من طرف الدورة الخامسة من مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، بعد غياب طويل عن الساحة الفنية بسبب المرض.
الخلفي لقي استقبالاً حافلاً على السجادة الحمراء، بعد أن ظهر على كرسي متحرك نظراً لمعاناته من مرض الروماتيزم.
وفي كلمته خلال الحفل، طمأن الفنان جمهوره حول وضعه الصحي رغم صعوبة حالته، معرباً عن أسفه لعدم قدرته على العودة إلى المسرح بسبب المرض.
عرف الخلفي بأدائه الرصين جدا، وبأدواره التي أحبها المغاربة، حيث كان يمثل فعلا نموذج الأب الهادئ والعاقل في الأسر المغربية، إضافة إلى أدواره البوليسية التي أتقنها غير ما مرة.
ويعيش الخلفي في السنوات الأخيرة ظروفا صحية صعبة، في عزلة شبه تامة بمنزله بدار بوعرة، ناحية الدار البيضاء.
ولد الفنان الخلفي بمدينة الدار البيضاء سنة 1937، ولعب في بداياته أدوارا مختلفة على خشبة المسرح وشارك في العديد من اللقاءات والعروض.
اشتهر الخلفي بأسلوبه المتميز في الأداء، وبهدوئه وطريقته الرصينة، مما أكسبه حب الجمهور، خصوصا طريقة أدائه لدور الكوميسير أو الشرطي في عدد من الأعمال، على رأسها الأعمال التلفزيونية في الثمانينات والتسعينات.
أول لقاء لمحمد الخلفي مع جمهوره المسرحي يعود إلى سنة 1957 في مسرح الهواة رفقة الطيب الصديقي وأحمد الطيب العلج وغيرهما، قبل أن يبدأ مساره الاحترافي رفقة أسماء معروفة في الميدان المسرحي.
سنة 1959 أسس محمد الخلفي فرقة "المسرح الشعبي"، ثم فرقة "الفنانين المتحدين" التي قدمت سبعة مسرحيات أولها مسرحية "العائلة المثقفة" التي لعبت فيها الفنانة ثريا جبران دور البطولة.
يعتبر الفنان محمد الخلفي من أوائل من التحقوا بالتلفزيون المغربي منذ انطلاقته الأولى بداية الستينيات، حيث قدم أول مسلسل تلفزيوني بوليسي حمل عنوان "التضحية"، تلاه مسلسل "بائعة الخبز".
شارك الفنان محمد الخلفي خلال مسيرته في أعمال كثيرة منها فيلم "سكوت، اتجاه ممنوع" للمخرج عبد الله المصباحي، وفيلم "هنا ولهيه" للمخرج محمد إسماعيل، وكذا المسلسل التاريخي "ملوك الطوائف".
تم تكريم الفنان المغربي في عدد من المناسبات، كان آخرها، قبل تكريم الدار البيضاء، في الدورة 24 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، التي نظمت من 11 إلى 18 ماي من سنة 2024.