الصحراء المغربية.. تحول استراتيجي ودينامية جديدة للتغيير على الساحة الدولية

 الصحراء المغربية.. تحول استراتيجي ودينامية جديدة للتغيير على الساحة الدولية
سعيد الكحل
السبت 12 أكتوبر 2024 - 16:17

أعلن الملك محمد السادس في خطابه أمام البرلمان، أمس الجمعة، أن المغرب انتقل في ملف الصحراء من مرحلة رد الفعل إلى المبادرة، وهو ما يؤكد أن المغرب بصدد تعزيز دينامية جديدة للتغيير على الساحة الدولية. 

دينامية لا تقتصر على الأبعاد الوطنية فحسب، بل تتعداها إلى المستويات الدولية، شاملةً جميع الجوانب المرتبطة بقضية الصحراء المغربية، من التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إلى تعزيز الصحراء كمحور استراتيجي للتواصل بين المغرب وعمقه الإفريقي.

رافعة للتنمية والتعاون الإقليمي

لعل أبرز المشاريع المرتبطة بالصحراء، مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب الذي يعد مثالاً حياً على التعاون الاستراتيجي بين المغرب وإفريقيا، وربط القارة بالقارة الأوروبية. 

كما أن مبادرة مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية لتعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، تبرزان بوضوح كيف أصبحت الصحراء مركزًا للتنمية والاندماج الإقليمي.

ومن المؤكد أن التحول الاستراتيجي، من مرحلة رد الفعل إلى المبادرة، يستند إلى رؤية واضحة وثابتة للملك محمد السادس، تعمل على تحسين فاعلية أداء المملكة واستثمار جميع الوسائل المتاحة، رغم التحديات الدولية المعقدة.

اعتراف دولي

توجت الجهود الملكية، على الساحة الدولية بشكل واضح، حيث تعترف، الآن، أكثر من 112 دولة بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة التي أعلنت دعمها الصريح لسيادة المغرب على الصحراء.

من جهتها، أكدت إسبانيا مؤخرًا دعمها لهذه المبادرة، فيما تعززت العلاقات مع روسيا من خلال تمديد اتفاقية الصيد البحري الذي يشمل مناطق الصحراء المغربية.

وبخصوص فرنسا، يرى رئيس المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية، خالد حمادي، أن الاعتراف الفرنسي بسيادة المغرب على صحرائه "نقلة استراتيجية كبيرة في العلاقات المغربية الفرنسية، يرسي التطور الحاسم في الموقف الفرنسي حول قضية الصحراء المغربية وينحو إلى إعادة بناء شراكة ثنائية استثنائية".

كما يوضح حمادي، في تصريحات لوكالة المغرب العربي، أنه، من خلال شكر الملك لفرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون على دعمهما لسيادة المغرب على كامل أراضي صحراءه في الخطاب الذي وجهه بمناسبة افتتاح السنة التشريعية، "تتأكد أهمية هذا الدعم، لأن موقف فرنسا، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن، يضفي شرعية دولية إضافية على السيادة المغربية ويعزز الجهود المبذولة من أجل إيجاد حل نهائي لقضية الصحراء المغربية".

الكثير من العمل في الانتظار

رغم الإنجازات التي حققها المغرب على الصعيد الدولي في ملف الصحراء، فإن المغرب لن يكتفي بما تحقق، وهو ما أكده الملك في خطابه أمام البرلمان، حيث وجه جميع القوى الحيوية في البلاد، بما في ذلك الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية البرلمانية والحزبية، لتوضيح المزيد من ثوابت موقف المغرب لعدد قليل من البلدان التي لا تزال تتجاهل حقائق التاريخ وتخالف منطق القانون.

وعموما،  استطاع المغرب أن يفرض دينامية جديدة في ملف الصحراء على المستوى الدولي، تستند إلى مقاربة مبتكرة وشاملة، تعزز مكانة المغرب إقليمياً ودولياً، وتجعل الصحراء محورًا للتنمية والتعاون الدولي. بفضل الدعم الدولي المتزايد، والمشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة، تظل قضية الصحراء في قلب الاهتمام الدولي، مما يعزز عدالة موقف المغرب وسيادته المشروعة.