على عكس ما انتشر بعدد من مواقع التواصل، وما اعتقده كثيرون، فإن الصحافي حميد المهداوي، مدير نشر موقع "بديل" لم يُزجَّ به في السجن، وهو حر طليق، حيث يتعلق الأمر بحكم ابتدائي فقط.
وكانت المحكمة الابتدائية بالرباط قد أدانت، أمس الإثنين، المهداوي، بالحبس النافذ مع تعويض بقيمة 150 سنتيم، في قضية توبع فيها بشكاية من وزير العدل عبد اللطيف وهبي.
وتوبع المهداوي بتهم "بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة ومن أجل التشهير بالأشخاص، القذف، والسب العلني".
دفاع وزير العدل كان قد طالب بالحكم على الصحافي حميد المهداوي بأقصى العقوبات مع الحبس النافذ، وتعويض بقيمة مليار سنتيم.
كما دعا إلى إجراء افتحاص على مستوى مداخيل قناة الصحافي بمنصة يوتوب، وعائداتها، بخصوص الحلقات التي تناولت وزير العدل، مع إصدار أمر قضائي بتحويلها إلى جمعيات ومؤسسات خيرية.
وجاءت شكاية وزير العدل ضد مهداوي على خلفية نشر هذا الأخير لمقطع فيديو يتحدث فيه عن حصول وهبي على سيارة فاخرة من طرف سيدة لها ملف معروض على القضاء.
إلى ذلك، وصفت الهيئة المغربية لمساندة المعتقلين السياسيين "همم" الحكم الصادر ضد مهداوي بأنه "صادم وجائر" وأنه "انتصار للطرف القوي"، معربة عن اندهاشها الكبير من هذه المحاكمة التي وصفتها بأنها "سياسية".
وكان المهداوي قد نشر، من جهته، مقطع فيديو بعنوان "رسالة إلى وزير العدل"، مباشرة بعد صدور الحكم المذكور.
كما قال في تصريحات لرويترز "أنا بريء في الأصل ولم أكن أتوقع الحكم بالسجن.. لم أتخذ بعد قرارا بالاستئناف"، مضيفا "لقد قدمت جميع الحجج دفاعا عن نفسي في المحكمة".
إلى ذلك، علقت خديجة الرياضي، المسؤولة في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، على الحكم قائلة "المهداوي حوكم بموجب القانون الجنائي عوض قانون الصحافة الذي لا يضم عقوبات سالبة للحرية".
وسبق للمهداوي أن اعتقل وأصدرت محكمة الجنايات بالدار البيضاء حكما عليه بالسجن ثلاث سنوات مع النفاذ بتهمة "عدم التبليغ عن جريمة تمس أمن الدولة"، قبل أن يطلق سراحه في يوليوز 2020.
من جانبه، أوضح وهبي أنه قدم شكايته عن طريق رئيس الحكومة بعد أن بدأ البعض "يقولون أي شيء"، مبرزا أن من تقدم بالشكاية هو رئيس الحكومة (وليس هو بشكل شخصي)، لكن بناءً على طلبه، والذي أحال شكايته على النيابة العامة.
وضرب وهبي، خلال حديثه في برنامج "ضفاف الفنجان"، مثالا لما قيل في حقه، خصوصا الحديث عن ذكر اسمه في قضية "إسكوبار الصحراء"، وهو ما يوحي أن له "فعلا إيجابيا" في الجريمة، وكذلك موضوع السيارة التي اتهم باستلامها "كهدية"، معتبرا أن كل هذه الأقاويل "كذب وابتزاز".
وخلص وهبي أن المشكلة الأهم في الموضوع هي أن المهداوي "كذب عليه"، وأوّل بسوء نية فقط من أجل "المشاهدات وجمع الأموال"، موردا أن كرامته تساوي "أكثر من مليار سنتيم".