أفاد معهد الدراسات السياسية الدولية الإيطالي "ISPI" بأن منطقة الساحل تمثل بالنسبة للمغرب أكثر من مجرد امتداد جغرافي، حيث تحمل أهمية تاريخية وثقافية وسياسية وجيوسياسية.
ذكر تقرير معهد "ISPI" أن المغرب يعزز استقرار الساحل، بمبادرات تشمل عملية الرباط، تسهيل ربط الساحل بالأطلسي، ومشروع أنبوب الغاز.
أوضح المصدر ذاته أن هذه المبادرات تقوم على مبدأ الترابط بين الاستقرار والتنمية، حيث لا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر.
وأضاف بالقول إن هذه المبادرات تعد استجابة جيوسياسية للمخاوف المرتبطة بالسلام والأمن، مع ضمان احترام سيادة كل دولة، كما تعبر عن رغبة دول الساحل في تعزيز التعاون لتحقيق تكامل إقليمي.
المركز الإيطالي ذاته، أشار إلى أن المغرب يساهم في مجالات عدة، منها تطوير البنية التحتية والتنمية البشرية، تعزيز الإسلام المعتدل، وتقديم خبراته في مكافحة الإرهاب.
وتشهد منطقة الساحل منذ سنوات أزمات أمنية واقتصادية وتنموية متواصلة. فقد أدى أكثر من عقد من الأزمات الأمنية، الناتجة عن أنشطة الجماعات الجهادية، إلى تدخلات أمنية دولية، مما فاقم الأوضاع بسبب الاضطرابات السياسية الأخيرة.
كما أسفرت سلسلة الانقلابات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر عن إعادة صياغة العلاقات الدولية لهذه الدول، حيث تم قطع العلاقات مع الشركاء الغربيين وتعزيز التحالفات مع دول مثل روسيا. وفي الوقت نفسه، تواصل الأوضاع الأمنية التدهور، مما يسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين وأزمة نزوح واسعة.
وسجل التقرير الإيطالي، أن الدول المجاورة تراقب تطورات منطقة الساحل عن كثب خوفا من تأثيرها على استقرارها. وفي وقت تستمر فيه الحرب في السودان، تراقب دول شمال إفريقيا الموقف عن كثب، حيث نشرت الجزائر قوات على حدودها الجنوبية وأطلقت برامج لمكافحة التطرف.
كما أبرز أن مصر وليبيا تعالجان تدفق اللاجئين من السودان، في حين يعمل المغرب على إطلاق مشاريع تنموية لدعم جهود التعافي في دول الساحل.