صرخة في وادي السيلكون.. هكذا يمكن وصف ما قامت به المغربية ابتهال أبو سعد، في حركة أخلاقية رافضة لدعم شركة مايكروسوفت للمجازر في غزة، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي.
في قلب الرباط، وُلدت عام 1999 ابتهال أبو سعد، التي ستصبح فيما بعد طالبة نجيبة في ثانوية مولاي يوسف، وتحلّق لاحقاً بخيالها في عوالم البرمجة والذكاء الاصطناعي.
بعد حصولها على البكالوريا في شعبة العلوم الرياضية عام 2017، لم تتردد في أن تطير بعيدً، نحو هارفارد، حيث درست علوم الحاسوب وتخصصت في الذكاء الاصطناعي.
بذورها الأولى في عالم التكنولوجيا زُرعت عندما اختيرت للمشاركة في برنامج "تيك غيرلز " (TechGirls)، التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
هناك، بدأت ملامح مشروعها تتبلور: فتاة من المغرب تطمح لصنع الفارق في عالم يتحول سريعاً، وفي بيئة قادرة على احتضان طموحها.
عام 2022، فتحت شركة مايكروسوفت أبوابها أمامها، فلم تدخلها كموظفة عادية، بل كمهندسة برمجيات ضمن فرق الذكاء الاصطناعي في خدمة Azure، حيث عملت على أدوات قد تغيّر مستقبل التكنولوجيا كما نعرفه.
وفي أبريل 2025، وفي لحظة مفاجئة خلال احتفال مايكروسوفت بمرور خمسين عامًا على تأسيسها، كانت ابتهال هي من سرقت الأضواء، ليس بخوارزمية جديدة هذه المرة، بل بكلمة مفاجئة جريئة.
قاطعت ابتهال المدير التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، متهمةً الشركة بأنها تساهم بشكل مباشر في "الإبادة الجماعية في غزة" من خلال بيع أدوات الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي.
بصوت مرتجف لكنه مسموع وصادح، قالت ابتهال:
"تزعم أنك تهتم باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير... لكن مايكروسوفت تبيع أدوات الموت. خمسون ألف إنسان قُتلوا، وأنتم جزء من هذه الكارثة."
وفي لحظة واحدة، تحولت من مهندسة صاعدة إلى أيقونة في العالمين العربي والإسلامي، وحتى داخل كبرى شركات وادي السيليكون.
تصرفها حظي بإشادة واسعة، من منظمات حقوقية إلى نشطاء على الإنترنت، بل حتى حركة حماس نفسها وصفته بـ"الموقف البطولي" ودعت إلى الاقتداء به.