أكد محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين، على ضرورة إعطاء دفعة جديدة للتبادل التجاري بين المغرب وكازاخستان، مشددًا على أهمية استثمار الموقعين الاستراتيجيين للبلدين ومؤهلاتهما الاقتصادية لتقوية الدينامية التجارية وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال مباحثات أجراها ولد الرشيد، اليوم الأحد بطشقند، مع رئيس مجلس النواب الكازاخي، ييرلان جكانوفيتش كوشانوف، على هامش الدورة 150 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة بالعاصمة الأوزبكية.
واعتبر ولد الرشيد أن هذا اللقاء يعكس الإرادة المشتركة لإرساء حوار برلماني منتظم ومستدام بين المؤسستين التشريعيتين، مشيرًا إلى أنه يأتي في سياق العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع المغرب وكازاخستان، بقيادة الملك محمد السادس والرئيس قاسم جومارت توكاييف، "وهي علاقات مبنية على الاحترام والدعم المتبادل في القضايا الحيوية، وعلى رأسها السيادة والوحدة الترابية للمملكة المغربية".
كما ثمّن رئيس مجلس المستشارين نتائج زيارة نائب الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية الكازاخي إلى المغرب في فبراير الماضي، والتي أسفرت عن اعتماد خارطة طريق طموحة ومتعددة الأبعاد، تهدف إلى تقوية التعاون الثنائي وتوسيعه ليشمل قطاعات استراتيجية مثل الابتكار التكنولوجي، والتحول الطاقي، والبيئة، والنقل واللوجستيك.
وفي ذات السياق، دعا ولد الرشيد إلى إعطاء زخم جديد للتبادل التجاري بين البلدين، مشيدًا بالاتفاق الثنائي لإحداث لجنة حكومية مشتركة ومجلس أعمال مغربي-كازاخي، وكذا بتوجه البلدين نحو تعزيز الربط اللوجستي.
وأكد كذلك على ضرورة تقوية التنسيق داخل الهيئات الدولية، والعمل المشترك بشأن المبادرات الدولية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي، والصحة، والتغير المناخي، بالإضافة إلى أهمية بناء جسور ثقافية وحضارية بين المغرب وكازاخستان، مستندًا إلى القواسم المشتركة بين الشعبين من حيث الروابط الدينية والثقافية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن دخول اتفاق الإعفاء من التأشيرة بين البلدين حيز التنفيذ في مارس الماضي، من شأنه أن يعزز التبادل الثقافي والإنساني، وينعش الحركة السياحية في كلا الاتجاهين.
كما اعتبر ولد الرشيد أن العمل البرلماني المشترك له دور أساسي، سواء عبر تبادل الزيارات والخبرات أو من خلال تفعيل مجموعات الصداقة البرلمانية التي تمثل منصات مهمة للحوار والتعاون المستمر، موضحا أن النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب، التي ستنظمها المملكة يومي 28 و29 أبريل الجاري، ستكون فرصة سانحة لتعميق الشراكة البرلمانية المغربية-الكازاخية واستكشاف آفاق جديدة للتعاون.
من جهته، نوه المسؤول الكازاخي بالتقدم المحرز في العلاقات بين البلدين على مدى السنوات الأخيرة، سواء في الشق السياسي أو الاقتصادي أو الإنساني، داعيًا إلى تطويرها بشكل أكبر بما يخدم مصالح الشعبين.
كما دعا إلى إنشاء منصة لوجستية تعزز المبادلات التجارية بين الرباط ونور سلطان، وتوطيد التعاون البرلماني باعتباره رافعة أساسية لتقريب وجهات النظر وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
وعقب هذا اللقاء، أجرى رئيس مجلس المستشارين مباحثات ثنائية أخرى، من بينها لقاء مع رئيسة البرلمان الأذربيجاني صاحبة غفروفا، حيث أشاد الطرفان بمتانة العلاقات المغربية-الأذربيجانية، والتي تعززت بتوقيع اتفاقيات تعاون متعددة، أبرزها اتفاق الإعفاء من التأشيرة الذي دخل حيز التنفيذ في 28 غشت 2024.
كما عقد ولد الرشيد اجتماعًا مع النائب الأول لرئيس مجلس الشيوخ الكمبودي، أوش بوريث، حيث جرى بحث سبل تطوير التعاون البرلماني وتعميق العلاقات "الودية العريقة" بين المغرب وكمبوديا، في أفق بناء شراكة متوازنة ومتعددة الأوجه.