يبدو أن الذاكرة وحسن التقدير لم تسعفا الدكتور أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عندما قال إن وجود موريتانيا نفسه "غلط"، وأنها جزء من المغرب.
فقبل 6 سنوات تقريبا استنكرت الخارجية المغربية تصريحات شبيهة لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، واعتبرتها "تضر بالعلاقات مع بلد جار وصديق".
اتحاد علماء المسلمين، الذي يرأسه الريسوني، خرج ببيان سريع ردا على تصريحات رئيسه (بعد مشورته)، لكن ليس تلك الخاصة بموريتانيا، بل التي تحدث فيها عن إيمانه بمغربية الصحراء، داعيا إلى الجهاد من أجل استرجاعها.
وما قاله الاتحاد هو أن تصريحات الريسوني تعبّر عن رأيه الخاص وليس رأي الاتحاد، مستخدما وصف "الصحراء المتنازع عليها"، فكيف يمكن للريسوني أن يفسر كونَ موريتانيا مغربية والاتحاد الذي يرأسه يقول أن الصحراء نفسها "متنازع عليها"، خصوصا أن البيان التوضيحي جاء "بعد مشاورة فضيلته".
فهل يعود الريسوني ليؤكد ما يؤمن به، ويواجه "اللوبي الإخواني" داخل الاتحاد، وخصوصا لوبي "حركة حمس" الجزائرية، ويدافع عن مغربية الصحراء بكل جرأة.. أم أنه سيكون مضطرا لمناقضة نفسه بنفسه ويكتفي بما قل ودل؟!
أما بخصوص تصريحاته عن التطبيع المغربي- الإسرائيلي، والذي اعتبره وصمة عار في التاريخ المغربي المعاصر، فإن الحقيقة هي أن المغرب لم يتخلّ يوما عن فلسطين، بل إنه استقبل حركة حماس بشكل رسمي، والحركة نفسها لم تقل في المغرب ما قاله الريسوني في حق بلده.
فالحقيقة هي أن المغرب من أكبر داعمي القضية الفلسطينية، ماديا ولوجسيتيكيا، ولعل آخرها كانت وساطته من أجل فتح معبر اللنبي بشكل دائم أمام الفلسطينيين، وإن كان الريسوني يعرف دولة عربية قدمت لفلسطين ما هو أكثر فليعلن عليها.