صرّحت أنالينا بربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، أن ألمانيا والمغرب يعملان عن كثب منذ أكثر من عقد في مجال تطوير الطاقة المتجددة.
وأردفت المتحدثة، في ندوة صحافية جمعتها الخميس بناصر بوريطة بمقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بالرباط، أن المغرب في وضع مثالي ليصبح ركيزة مهمة في التحول الطاقي بأوروبا، خصوصا الهيدروجين الأخضر.
وفي خضم التقارب الذي تشهده العلاقة بين البلدين، بعد الأزمة الحادة السابقة، يرتقب أن يشهد التعاون الطاقي تطورا أكثر تسارعا، خصوصا في ظل أزمة الطاقة العالمية، وفي ظل دعم الحكومة الألمانية الاتحادية لمحطات إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية.
المغرب.. الرابع عالميا
أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" بعنوان "الجغرافيا السياسية لتحول الطاقة.. عامل الهيدروجين" إلى أن المغرب يحتل المرتبة الرابعة عالميًا في الدول المرشحة لتصبح منتجة رئيسة للهيدروجين، بعد أستراليا وتشيلي والسعودية، متقدما على العديد من الدول التي تستحوذ على حصة كبيرة من تجارة النفط والغاز حاليا وفي مقدمتها الولايات المتحدة والجزائر وقطر، وسلطنة عمان، والإمارات، والمملكة المتحدة.
ووضع ذات التقرير التقرير المغرب على خريطة البلدان التي يمكن أن تبرز باعتبارها قيادة عالمية في سباق الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050.
وفي إطار تعزيز استراتيجيته لتطوير الطاقات المتجددة وضمان استقلاليته الطاقية وتقليص الانبعاثات الغازية، أحدث المغرب، بداية سنة 2020، اللجنة الوطنية للهيدروجين، والتي أنيطت بها مهمة قيادة وتتبع إنجاز الدراسات اللازمة بخصوص مجال الهيدروجين وكذا تدارس تنزيل وأجرأة خارطة الطريق لإنتاج الهيدروجين ومشتقاته من الطاقات المتجددة.
إحداث هذه اللجنة جاء في سياق تسريع خطوات المغرب لتعزيز قدراته والعمل على التطوير التكنولوجي لقطاع الطاقات المتجددة، بهدف جعله أحد البلدان الرائدة في مجال إنتاج الجزيئات الخضراء والمضي قدما نحو إقامة شراكات طاقية جديدة ذات قيمة مضافة عالية.
النقل نحو ألمانيا.. تحدٍّ قائم
توجد عدة طرق وأساليب لنقل غاز الهيدروجين (القابل للانفجار)، سائلا أو بشكل نقي أو على شكل مُحَوّل إلى أحد حوامل الهيدروجين، مثل الأمونياك أو الميتان.
يقول المركز الألماني للطيران والفضاء أنه لا يوجد، حاليا، قرار نهائي حول أي من هذه الطرق هي الطريقة الأكثر اقتصادية، حيث يعتبر نقل الهيدروجين النقي يشكل تحديا كبيرا.
ينصح المختصون بتجنب نقل الهيدروجين مسافات طويلة في البداية، "وهذا يمكن أن يحصل من خلال تحويل الهيدروجين إلى وقود صناعي. حيث يمكن تزويد السفن أو الطائرات به بشكل مباشر" وفق مصادر ديبلوماسية ألمانية.
بالمقابل، وعلى المدى المتوسط والمدى البعيد، يمكن استيراد الهيدروجين النقي بالسفن أو خطوط الأنابيب إلى أوروبا وألمانيا، حسب المتحدثة باسم وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، حيث يتم حاليا بناء وتوسيع البنية التحتية اللازمة لذلك.
وأضاف ذات المصدر أنه بفضل الدعم الألماني، سيكون بمقدور المغرب التحول إلى مُوَرّد دولي هام للطاقة المتجددة، حيث سيكون قادرا، بحلول عام 2030، على تغطية اثنين إلى أربعة في المائة من الحاجة العالمية إلى مواد الطاقة والاحتراق من الهيدروجين الأخضر، أو ما يسمى (منتجات الطاقة إلى إكس) "Power-to-X-Produkts" .
مبدئيا، من المفترض أن يتم إكمال المشروع الأولي اعتبارا من 2025 بطاقة إنتاجية تصل إلى 10000 طن من الهيدروجين سنويا، أي ما سيمكن من تشغيل 2000 شاحنة تعمل بخلايا الاحتراق.