بوجود قنصليات لأكثر من ثلث دول الاتحاد الإفريقي في الصحراء المغربية، يقترب المغرب من العتبة المطلوبة للمطالبة بمراجعة القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، الأمر الذي قد يؤدي إلى طرد محتمل لجبهة البوليساريو من المنظمة القارية.
وبهذه الجهود الديبلوماسية، يقترب المغرب ببطء ولكن بثبات من عتبة الثلثين المطلوبة للتمكن من مراجعة للقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، كما تنص على ذلك المادة 32، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى طرد الكيان الوهمي.
وبحسب النص المذكور فإنه "يتم إقرار التعديلات والمراجعة من جانب مؤتمر الاتحاد بالإجماع، أو بأغلبية الثلثين فى حالة تعذر ذلك، وتقدم إلى جميع الدول الأعضاء للتصديق عليها وفقاً للإجراءات الدستوريـة لكل دولة".
وجدير بالذكر أن المغرب نجح، حتى قبل عودته إلى الاتحاد الإفريقي في فبراير 2017، في حشد 28 دولة من دول المنظمة الإفريقية للتوقيع، على رسالة موجهة إلى رئيس الاتحاد الأفريقي آنذاك، الراحل إدريس ديبي، خلال قمة كيغالي في رواندا في يوليوز 2016، تدعو إلى تعليق مشاركة البوليساريو في أنشطة الاتحاد الأفريقي، وجميع أجهزته، "من أجل السماح للاتحاد الإفريقي بلعب دور بناء والمساهمة إيجابيا في جهود الأمم المتحدة من أجل حل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء".
ويواصل المغرب سباقه الدبلوماسي من خلال إقناع البلدان الإفريقية الأخرى بفتح قنصليات قبل المطالبة بطرد البوليساريو من الاتحاد الإفريقي.
إلى ذلك، ترى كريمة غانم، رئيسة المركز الدولي للدبلوماسية أن طرد ما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية من منظمة الاتحاد الإفريقي هو "مسألة وقت" فقط.
وتوضح غانم، في تصريحات أدلت بها لإذاعة "ريم راديو" أن العديد من دول القارة الإفريقية خلصت إلى أن وجود البوليساريو بالاتحاد الإفريقي "مخالف لميثاق هذه المنظمة"، وإلى أن دخوله كان "خطأ تاريخيا فادحا يتعين تصحيحه"، باعتباره شكل ضربة لمبدأ سيادة الدول.
وتضيف المتحدثة أن العديد من الدول بالقارة الإفريقية والعالم باتت تعي حقيقة "الجمهورية الصحراوية" الوهمية، وكونها عامل زعزعة لاستقرار وأمن المنطقة، "وهو ما أفضى إلى تنامي الدعوات إلى طرد هذا الكيان من صفوف الاتحاد الإفريقي سيما وأنه لا يتوفر على أي من مقومات الدولة ذات السيادة".
وأشارت في هذا الصدد إلى الدعوات التي تم إطلاقها في دار السلام بتنزانيا خلال ندوة إقليمية حول إسهام تسوية قضية الصحراء في تعزيز استقرار إفريقيا واندماجها، والتي أكدت ضرورة "طرد هذا الكيان غير الشرعي من الاتحاد الإفريقي" الذي يمس بمصداقية المنظمة القارية.
كما تبرز غانم "القناعة الراسخة" التي باتت تحدو من دول القارة والعالم بكون وجود هذا الكيان الانفصالي إنما يساهم في استفحال التهديدات الإرهابية التي تحدق بالمنطقة برمتها، مشيرة إلى الدعم المتنامي الذي تحظى به مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة باعتبارها الحل الوحيد الجدي وذي المصداقية لتسوية هذا النزاع الإقليمي، سيما مع ما تشهده الأقاليم الجنوبية من تطورات على مستوى الديمقراطية والتنمية وإنجاز البنيات التحتية والفتح المتواصل للتمثيليات الدبلوماسية الأجنبية.
وتلخصُ غانم إلى أن تعدد مبادرات المغرب لفائدة القارة، وريادته في العديد المجالات بها وتنامي حجم الاستثمارات في أقاليمه الجنوبية، إلى جانب فضح مناورات "البوليساريو" وتهديدها المستمر للاستقرار بالمنطقة، "كلها أمور تؤكد بأن طرد هذا الكيان من منظمة الاتحاد الإفريقي ليس سوى مسألة وقت".