تبنى بعضُ الأفلام على أحداث واقعية، وأحياناً يحدث العكسُ حين تتحول أفلامٌ من وحي الخيال إلى أحداث واقعية، مع بعض الاختلافات البسيطة ولاشكّ.
وإن كان القليل من الجنس لا يفسد فيلماً كوميديا كفيلم "السفارة في العمارة"، فإنَّ قليلَ القليلِ منه قد يكون مشكلة حقيقية لمكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب.
مكتب الاتصال عانى في بداياته من إيجاد شقة مناسبة بعد أن رفض عدد من ملاك الإقامات بمدينة الرباط الكراءَ لمدير الاتصال دافيد غوفرين، مثلما حد بالضبط لشريف خيري، الذي أدّى دوره الفنان المصري عادل إمام، والذي ظل يصرخ خلال الفيلم "يا أنا يا السفارة في قلب العمارة".
لكن المكتب عثر عموما في الأخير على مكان له في مجمع سكني فاخر، وليس في عمارة.
والآن، نجد أنفسنا أمام تحقيقات تهمّ اختلالات مالية وتحرشات جنسية في مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط.
وإن كان شريف خيري قد استسلم لمجاورة سفارة إسرائيل، بعد توريطه في فضيحة جنسية (وفق أحداث الفيلم طبعا)، فإن مكتب إسرائيل بالرباط لم يكن في حاجة إلى "شريف خيري"، وورّط نفسه بنفسه في فضائح تتعلق بالمال والجنس معاً.
لم يصرخ أحد في المغرب "شريف خيري الخاين العميل"، لكن جاءت الصرخة من إسرائيل نفسها التي قررت فتح تحقيق في مجموعة من المزاعم بخصوص استغلال النفوذ والتحرش الجنسي، بل وخروقات مالية أيضا.
وفي هذا الصدد، تم استدعاء المسؤول الأول عن التمثيلية الديبلوماسية الإسرائيلية في المغرب ديفيد غوفرين من طرف وزارة الخارجية الإسرائيلية، لاستفساره بخصوص تورط عدد من الموظفين في مكتبه في استغلال صفاتهم الديبلوماسية لتحقيق مصالح مالية خاصة، إضافة إلى خروقات همت صفقات بين المكتب وشركات مغربية، وكذا احتمال سرقة هدية قدمها القصر الملكي للمكتب !
ووفق معطيات إعلامية إسرائيلية، فقد انضاف إلى كل هذا مزاعم عن تحرش جنسي طالت غوفرين نفسه، وموجة استقالات على رأسها استقالة سكرتيرة المكتب "م.ع".
وأضافت ذات المصادر أن غوفرين لم يكن الشخص المناسب في المكان المناسب، بل سبق له أن سقط في زلات لسان همّت قضية المملكة الأولى، كما وجه انتقادات لحزب العدالة والتنمية، في تدخل سافر في شأن مغربي خالص.
وتبعاً لهذه الأحداث المتسارعة والمتتالية، ترجح مصادر متطابقة أن عمر غوفرين الديبلوماسي قد قارب على الانتهاء، وأن موعد رحيله قد أزف، وأن صانعي القرار في إسرائيل قد يقولون ما قاله المطرب الراحل شعبان عبد الرحيم عن مصر يوما "ولكن لمّا تزعل... أهي سحبت السفير" !