إن فيلم "The forgiven" الذي تم تصويره في المغرب هو عمل يقود المشاهد إلى طريق مسدود ويتركهم هناك.
بداية أريد أن أشيد بالأداء التشخيصي الساحر للممثل المغربي اسماعيل أبو القناطر، حيث استطاع تجاوز حدود موهبته في التشخيص، مقنعا ومبهرا المشاهد، على قدم المساواة، مع أداء الممثل رالف فينس والممثلة جيسيكا شاستاين.
للوهلة الأولى، قد يبدو الفيلم غير معقد تمامًا، لكن الكثير من المعنى يكمن وراء بساطته الخارجية، مواقف مختلفة للناس تجاه الحياة، وإدراكهم للذنب، والخصائص العقلية المتناقضة، وأكثر من ذلك بكثير، لكن انتقاده لا يزال مُبَرّرا.
مرة أخرى وقع السيناريو في نفس الحفرة التي تجمع أقرانه من السيناريوهات الناقِمة على العرب: يبدون فقراء غير مهمين، ضعفاء الإرادة ومعدمين لدرجة أنه من الصعب تصورهم كأبطال متساوين في التاريخ.
علاوة على ذلك، يظهرون عمومًا أشبه بنوع من الكائنات الفضائية، أو أبطال من واقع موازٍ أو مصنوعات من الماضي، وليسوا أناسًا حقيقيين موجودين معنا هنا والآن، يبدو أنهم قادرون فقط على خدمة البيض، وتلقي مساعداتهم، لكن إذا غضبوا، يمكنهم القتل، لأنهم ببساطة لا يمكنهم فعل أي شيء آخر.
لا أنكر إعجابي بالفيلم، لأن حبكته ليست خيالاً، بل تُشكل أساس مشاكل النظام الحديث، لكني أرى الكثير من الباطل في مثل هذا التناقض بين البيض والآخرين.
هذا الباطل مزعج، ليس فقط لأنه يعكس حقيقة قاسية، ولكن لأن جوهر هذه القصة يكمن في كذبة أشد قسوة. في كل الأحوال، مثل هذا الشحذ والمعارضة للأجناس والبلدان ليس صحيحًا على الإطلاق.
الفيلم مؤلم كالحر في الصحراء، إنه ينقسم ببساطة إلى عنصرين: حياة السكان المحليين البائسة، والمتعة في النعيم للزوار الأثرياء في الصحاري والواحات.
وبالتأكيد سيشطر المشاهدين إلى مجموعتين: واحدة ستنظر للفيلم على أنه حقيقة وصائب في تصوره للصراع التقليدي في السينما "الفوارق الطبقية"، وأخرى ستنظر إليه من فتحة باب المبالغة والتزيف و التلفيق الافتراء الباطل في حق أصحاب "أباكشو و الجلابة ".