اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب بهذا النداء، ليتحول الأمر إلى صفحات بآلالاف المتابعين تدعو إلى تجنب الزواج بالموظفات.
ولأن المنطق الفيزيائي يقول أن كل فعل له رد فعل معاكس في الاتجاه وله نفس القوة، فإن فيسبوك شهد ظهور مجموعات معارضة، بعضها اعتمد نفس المنطق، وبعضها تجاوزَه قليلا إلى الدعوة "إلى عدم الزواج بالمزلوطين". ولكل وجهة هو موليها.
أما كيف بدأ الأمر، فيصعب جدا حصره أو ضبطه. فمواقع التواصل الاجتماعي عبارة عن سوق كبير يصرخ فيه الجميع، ويستحيل أن تحدد متى ومن بدأ حملةَ ما.
كما أن مناقشة الموضوع من مختلف زواياه يتطلب وقتا كبيرا، وربما تسويدَ صفحات كثيرة. لماذا؟
لأن الأمر يتعلق برأي وليس بمبدأ أو قاعدة، وهذا ما يغفل عنه الداعون إلى هذا أو ذاك، رغم محاولاتهم للتبرير، ولربط الأمر بالمنطق أو الدين أحيانا.
لكن الحقيقة، هي أن جل هؤلاء يتحدثون من منطق تجربتهم الشخصية، أو قناعاتهم، أو رغباتهم، ولآرائهم بشكل عام. ولا يهمهم أن يخضع الأمر إلى منطق أو دين ما دام يرضي نفوسهم ويشعرهم بأن ما يقولونه ويرغبون فيه هو الصحيح.
إذن، أين مربط الفرس؟
الحقيقة أن الزواج تجربة إنسانية اجتماعية تخضع لشخصين فقط، ولا علاقة لكل هؤلاء الألوف المؤلفة بما يدور داخل بيوت الآخرين.
إن اتفق الزوجان على عمل الزوجة وحقق لهما ذلك ما يرغبان فيه، كان بها. إن اتفقا على أن تجلس المرأة في بيتها.. كان بها. المهم أن يكون الطرفان المعنيان بالأمر منسجمان ومرتاحان للوضع الذي اختاراه معا.
الخلاصة أن الزواج اتفاق بين شخصين لا ثالث لهما، وما يناسب هذا قد لا يناسب ذاك. وما يبدو لك مشكلة قد يكون بالنسبة للآخر أمرا عاديا.. وهكذا.
تبدأ المشكلة عندما يحاول البعض التعميم، وتحويل مشكلته الخاصة إلى مشكلة عامة. عدا هذا، فإن الحلال بين والحرام وبين.